بعد فشل المنتخب الروسي لكرة القدم في بلوغ نهائيات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، يأمل الدب الروسي في تكرار ما حققه في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) وبلوغ المربع الذهبي على الأقل في يورو 2012 التي تستضيفها أوكرانيا وبولندا بالتنظيم المشترك خلال الفترة من الثامن من يونيو إلى أول يوليو المقبلين.
وأفاق المنتخب الروسي من هزيمته المبكرة في التصفيات أمام نظيره السلوفاكي ونجح في حجز بطاقة التأهل المباشر من المجموعة الثانية بالتصفيات إلى النهائيات بعدما احتل المركز الأول متفوقا على أيرلندا وأرمينيا تاركا الملحق الفاصل للمنتخب الأيرلندي. وبلغ المنتخب الروسي النهائيات ويأمل في تكرار إنجاز البطولة الماضية حيث سبق له الوصول للمربع الذهبي في يورو 2008 بالنمسا وسويسرا قبل أن يخسر صفر/3 أمام أسبانيا في الدور قبل النهائي. وفشل الفريق بقيادة مديره الفني السابق الهولندي جوس هيدينك في التأهل لمونديال 2010 ليرحل هيدينك من تدريب الفريق ويحل مكانه مواطنه ديك أدفوكات الذي لجأ إلى تصحيح مسار الفريق ونجومه وفي مقدمته أندري أرشافين لاعب أرسنال الإنجليزي الذي عاد للعب بالدوري الروسي من خلال فريق زينيت سان بطرسبرج. واختتم الدب الروسي مسيرته في التصفيات المؤهلة ليورو 2012 بفوز كاسح 6/صفر على منتخب أندورا ليحتل الفريق صدارة مجموعته ويحجز مقعده مباشرة في النهائيات تاركا الملحق الفاصل للمنتخب الأيرلندي.
وقال أرشافين قائد الفريق ، بعد التأهل ليورو 2012 ، :"من المهم أن يتأهل المنتخب الروسي للبطولات الكبيرة. فقدنا فرصة المشاركة في كأس العالم ولكننا تقدمنا خطوة كبيرة الآن". وتبدد أمل مشجعي ولاعبي المنتخب الروسي في أن يخوض الفريق مبارياته في الدور الأول ليورو 2012 بأوكرانيا وليس في بولندا خاصة وأن ذلك كان سيوفر عليهم كثيرا من المال في الانتقال والحصول على تأشيرة الدخول إلى بولندا بينما كانت إقامة مباريات الفريق بأوكرانيا ستساهم في زيادة أعداد المشجعين المسافرين لحضور مباريات الفريق. وأوقعت القرعة المنتخب الروسي في المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة والتي تضم معه منتخبات بولندا والتشيك واليونان مما يعني خوضه المباريات الثلاث في بولندا. ولكن وقوعه في هذه المجموعة على وجه التحديد قد يكون أفضل تعويض للفريق خاصة وأنها الأضعف في المستوى العام من بين المجموعات الأربع في الدور الأول للبطولة.
وتتسم فرق هذه المجموعة وخاصة المنتخب اليوناني بتراجع المستوى الهجومي لصالح الدفاع مما يؤكد أن الدب الروسي بقيادة مهاجميه البارزين مثل أرشافين ورومان بافليوتشنكو وبافل بوجربنياك يستطيع عبور هذه المجموعة. وجاء المنتخب الروسي ضمن فرق المستوى الثاني في تصنيف المنتخبات المشاركة بالبطولة ، وذلك مع منتخبات إيطاليا وألمانيا وإنجلترا ، ولكن الحظ حالفه فأبعده عن الوقوع في مجموعة واحدة مع أي من المنتخبين الأسباني والهولندي في النهائيات المرتقبة. وتعرض أدفوكات لحملة انتقادات عنيفة في روسيا بسبب الاعتماد على فريق يتسم بكبر سن اللاعبين ولجوئه إلى تغييرات طفيفة على صفوف الفريق الذي بلغ المربع الذهبي في يورو 2008 . ولكن أدفوكات / 64 عاما/ يعتقد أنه سينال المكافأة على ثقته في لاعبين مثل ثلاثي دفاع سيسكا موسكو الروسي أليكسي بيرزوتسكي وسيرجي إجناشيفيتش وكيرلي نابابكين ونجوم آخرين مثل المهاجمين أرشافين وبافليوتشنكو وبوجربنياك. وقال أدفوكات :"بعد التأهل ليورو 2012 ، أعتقد أن فريقي يمكنه الفوز على أي منافس بشرط احتفاظ اللاعبين بتركيزهم".
ويمثل حارس المرمى إيجور أكينفيف مصدر الإزعاج الرئيسي لأدفوكات حيث غاب أكينفيف عن صفوف سيسكا موسكو كثيرا هذا الموسم بسبب الإصابة. ويحظى المنتخب الروسي بسجل حافل في البطولة الأوروبية حيث سبق له الفوز بلقب البطولة الأولى عام 1960 تحت اسم المنتخب السوفيتي السابق كما قدم العديد من النتائج الجيدة والمراكز المتقدمة في البطولات التالية. وخدمت القرعة المنتخب الروسي بإبعاده عن مواجهة نظيره البولندي صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية بينما سيلتقي المنتخب التشيكي أقوى منافسيه في هذه المجموعة على الأقل من الناحية النظرية. ولكن الفريق يستطيع تدارك أي كبوة في هذا اللقاء من خلال مباراتيه التاليتين أمام بولندا واليونان.