أتــدري مـن سيبيــكيك بـعد مـوتـك.؟
أطْيَافٌ عَابرَةْ لامَسَتْ شِغافَ قَلْبي
وَتَسَللّتْ بدَاخِلي لِتَوْقِضَ هَوَاجيسَ
عَالِقَة بنفسي وَتُثِيرُ ضَجّة بعَقلِي النَائِمْ
عَلى مِخَدّةْ الأحْلامْ وَالْمُتَلحّفِ بسُحُبِالأمَلْ المُفتَرشَةِ عَنانَ السّمَاءْ
تِلْكَ الأطْياف ظلّت تَهْمِسُ بإذنِي تَمْتَماتٌ خَافِتَهْ تَجَاهَلْتُها وَرَمَيْتُها خَلْفي
وَلكِنْ تَمْتَمَة الْجَمَتْنِي وَأخْرَسَتْ لِسِاني بُرْهَة مَنْ الزّمَنْ
أتَدْرُوْنَ مَا هِي ؟؟؟ قالَتْ لِي مُتَمْتِمَة :
مَنْ سَيَبْكِي عَلَيْكَ بَعْدَ مَوْتِكْ..؟؟
أرْجَفتْنِي تِلْكَ العّبارَة وَصِرْتُ أتَخَبّط بهَا
لَمْ يَبْقَ لِي سِوَى لَحَظاتُ تَفكِيروَأنِينُ الكَلِمَة فقط
فِعْلاً مَنْ سَيَبْكِي عَليّ بَعْدَ رَحِيلي..؟؟
ثمّ جَالَ بخَاطِري الْحَزينْ مَنْ هُمْ بظنّي سَيَبْكُونَ عَليّ لِلأبَدْ
أبْتَدَأتُ بأمِي لِكَوْنِها أقرُبُ الناسْ لِقلْبي المُرهَفْ
وَمِنْ ثمْ تَلاها أخِي وَبَعْدَها أخْتي
وَخَتَمْتُها بأبي الْغالي الْمُتَربّعُ عَلى عَرْش مَمْلكِتي
وَلكِنْ .~
لِتَفَكُرِي بهُمْ
ضَاعَتْ أبْجَدِيّاتي
وَسَقطتْ دَمْعَتِي
وَعَلَمُتْ أنّ مَنْ سَيَبْكَينِي لِلِأبَدْ لَيْسُوا هُمْ
تَأمْلَ مَعِي أخِي / أخْتِي تِلْكَ الحُرُوفُ المُسطّرَةْ مِن النّور وَسَتعْلَمُ منْ
سَيَبْكِيك وَيبْكيني بَعْدَ رَحِيلِنا وَانْطِفاءِ شَمْعَتِنا منْ الدّنيا..
فنحَنُ سَنظلّ بَقايا أمَانِي وَأطيافُ ذِكْريات تنسَابُ فيهُمْ وَتُداعِبُ نفوسَهُمْ الحانِية فقط~
يَقول الله سُبْحانه وَتَعالى حِين أهْلكَ قوْمَ فِرْعون:
"فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ"
روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية:
أن رجلاً قال له: يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى :
"فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ"
فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟
فقال رضي الله عنه : نعم إنه ،ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله
فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من
السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه..
وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان
يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها
بكت عليه.
قال ابن عباس : أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً .
فقلت له: أتبكي الأرض ؟
قال: أتعجب؟!!!
وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوعوالسجود..!!!
وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل..!!
فَهَلْ عَرفتُمْ إخْواني / أخواتي منْ سَيَبْكينا بَعْدَ مَوْتِنا ؟؟!!!
إذا ً
عَطّر مَكانك بالذّكِرْ والتسْبيح وبالتّلاوةْ والإسْتِغْفارْ ..